بتاريخ الاثنين 21 إبريل 2025م الموافق 23 ذو القعدة 1446هـ، نظّم قسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ندوة ثقافية إثرائية بعنوان "التعلّم مدى الحياة عقلية محفِّزة"، قدّمها المهندس مصطفى المهدي، بحضور عدد من أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة، إلى جانب حضور لافت من الزوار من خارج الجامعة الذين حرصوا على المشاركة نظرًا لما يتمتع به المحاضر من خبرات قيّمة، وما يحمله عنوان المحاضرة من موضوع غني بالمعرفة.
افتتح المهندس مصطفى اللقاء بالحديث عن أهمية التعلم مدى الحياة، مبيّنًا أنه لم يعد خيارًا إضافيًا في عصرنا الحديث، بل ضرورة يفرضها التسارع المعرفي والتطور التقني الهائل. وأوضح أن الإنسان في مختلف مراحل حياته بحاجة إلى إعادة اكتشاف ذاته وتطوير مهاراته بشكل مستمر، الأمر الذي يعزز من قدرته على التكيف مع متغيرات سوق العمل، ويرتقي بجودة حياته على المستوى الشخصي والمهني.
ثم تناول المهندس مصطفى رحلة التعلم ومحطاتها، بدءًا من اكتشاف الحاجة إلى المعرفة، مرورًا بطرق البحث والتجريب، وانتهاءً بمرحلة التطبيق العملي، مؤكدًا أن التعلم رحلة متواصلة لا تتوقف عند حدود الشهادات الجامعية، بل تتجدد مع كل تحدٍ ومع كل فرصة لتطوير القدرات. كما ركّز على قيمة مشاركة المعرفة، مبرزًا أن العلم يزداد أثره كلما شاركه الإنسان مع الآخرين، وأن تبادل الخبرات داخل المؤسسات الأكاديمية والمهنية يعد من أهم الوسائل لتعزيز الإبداع الجماعي وبناء بيئة متجددة من الأفكار الملهمة.
وفي المحور الأخير، فتح المهندس مصطفى آفاقًا مستقبلية للحضور، داعيًا إياهم إلى تبني عقلية منفتحة على كل ما هو جديد، والاستمرار في السعي لاكتساب المهارات الحديثة، ومواكبة التطورات المتسارعة في شتى المجالات، مؤكّدًا أن هذا النهج هو السبيل لصناعة مستقبل واعد على مستوى الفرد والمجتمع.
تميّزت الندوة بطابعها الحواري التفاعلي، إذ حرص المهندس مصطفى على دمج الحضور في النقاش من خلال طرح الأسئلة وإيراد الأمثلة العملية القريبة من واقع الطلاب، الأمر الذي أسهم في شد انتباههم وتحفيزهم على التفكير النقدي والابتكار. وقد أثنى العديد من المشاركين على أسلوب المحاضر الذي جمع بين العمق المعرفي والطرح المبسّط، مما جعل الندوة تجربة مثرية وملهمة للجميع.
شهدت الندوة إقبالًا ملحوظًا من طلاب الجامعة وأساتذتها، إضافة إلى مشاركة عدد من المهتمين من خارج الجامعة، وهو ما يعكس اهتمام المجتمع الأكاديمي والمهني بموضوع التعلم المستمر، وحرصهم على الاستفادة من خبرات وتجارب شخصية ناجحة مثل تجربة المهندس مصطفى المهدي.
وفي ختام الندوة، تقدّم سعادة الدكتور رامي بن عبدالعزيز الشبل، رئيس قسم الدراسات الإسلامية، بالشكر والتقدير للمهندس مصطفى المهدي على ما قدّمه من طرح علمي ثري وأسلوب محفّز، مثمنًا جهوده في إثراء المعرفة وإلهام الحضور، وقام بتكريمه تقديرًا لمشاركته القيّمة.
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن سلسلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية التي يحرص القسم على إقامتها، في إطار رسالته الرامية إلى تعزيز القيم الإسلامية والفكر الواعي، وإعداد جيل من الطلاب يمتلك المعرفة والمهارة والقدرة على العطاء في مختلف المجالات.